الأربعاء، 23 مايو 2018

في آخر 2010 م جمعتنا جريدة وقت الجزائر كعينة من المدونين الجزائريين من مختلف ولايات الوطن .


هذا اللقاء كتبت عنه يومها الموضوع التالي :

ملاحظات بخصوص لقاء المدونين الذي استضافته جريدة "وقت الجزائر"

أغتنم الفرصة في البداية لأتوجه بالشكر لإدارة يومية "وقت الجزائر" و أخص بالذكر الأخ المدون علاوة حاجي الصحفي العامل بالجريدة الذي كان وراء انعقاد هذا اللقاء ، كما أسجل فرحتي بمقابلتي الإخوة الذين لم أكن أعرفهم إلا من خلال شاشة الحاسوب ،دون أن أنسى الأخت شجون من البليدة.هذا و لأن جل الإخوة الحضور غطوا بما يكفي مجريات اللقاء رأيت أن أكتفي في مداخلتي ببعض الملاحظات التي خرجت بها من اللقاء أو من كتابات الإخوة المشاركين بعد انقضائه .

أولا الجهد الذي بذله المشاركون كي يتمكنوا من الحضور يبشر بمستقبل واعد لمستقبل التدوين في بلادنا:
لقد اضطررت لترك محلي التجاري لعامل أجير و الغياب عن أسرتي لليلتين كاملتين حرمت خلالهما نفسي من النوم و عشت تعب شديد ، كما أنفقت مبلغا من المال لتغطية نفقات السفر من مأكل و مركب...هذه الأمور لما فكرت فيها و أنا في الطريق شعرت بأن شيئا ما في طور التشكل بالنسبة لميدان التدوين ، و هو ما أشعرني بسعادة لا توصف.

ثانيا الكلام على أني أتحاشى السياسة لأنقل صورة مشرفة عن بلدي لم يكن دقيقا : فرغم أن تلك الجملة المنسوبة إلي في تغطية الجريدة فيها من الإيجابية ما أتشرف به إلا أن الأمانة تفرض علي أن أوضح بأني لم أذكر بتاتا النقطة المتعلقة بنقل صورة مشرفة عن بلدي .ثانيا أنا لم أقل بأني أتحاشى السياسة و إنما قلت شيئا آخرا جاء في سياق كلام طويل بدأناه بالحديث عن الأمور التي تمنع الجزائريين عن الإقبال الكثيف على ميدان التدوين فتطرق بعضنا لعامل الخوف و ذكرت من جهتي بأن المدون بحكم أنه إنسان عادي يستطيع أن ينجح في هذا الميدان حتى مع مراعات جانب الخوف هذا ، و عن نفسي ذكرت بأني لا أشعر بأدنى خجل لو تجنبت يوما الخوض في بعض الأمور المزعجة سياسيا إذا ما شعرت بأن خوضي فيها قد يعرقل مسيرتي التدوينية و هنا أشرت لمؤسسات إعلامية كبيرة تلتزم بهذا الخيار فتقول كل شيئ لما يتعلق الأمر بالدول الأخرى بينما تتغاضى عن حكومات الدول التي تنتمي إليها.أقول هذا لأني كثيرا ما عبرت عن اعتراضي لبعض سياسات الدولة الجزائرية و التي كان آخرها سكوت السلطات عن تحويل الأزمة التي نشبت بين مصر و الجزائر بسبب لعبة كرة القدم إلى أزمة سياسية بين حكومتين و شعبين (2).

لكن و حتى أكون دقيقا في هذه النقطة فأنا مقتنع بعدم الخلط بين معارضة بعض سياسات الدولة و بين معارضة نظام الحكم بشكل عام . ذلك لاقتناعي بعدم وجود بديل سياسي يستطيع أن يقدم لنا أكثر مما هو متاح حاليا ،و هو الأمر الذي يجعلني مكتفي بكوني مواطن بيسط غير معني بأي مشروع سياسي موالي أو معارض.

ثالثا لا يجب الحكم على الناس من خلال النت : درس حفظته جيدا في هذا اللقاء، و أعتقد أن هذه النقطة ستكون مقياس حاسم أتعامل به ما دمت أنشط عبر الشبكة.أقول هذا رغم أن حكمنا قد يصيب في بعض الأحيان تجاه بعض الأشخاص.
الإكتشاف الذي أحرجني في هذا اللقاء هو المدون المتألق عصام حمود.فأنا أعترف بأني كنت أنظر إليه بنوع من الريبة ،و أنه يضع نفسه في مكانة لا تتناسب مع حجمه الحقيقي.لكن و يا لمفارقات الصدف وجدت الرجل على عكس ذلك تماما ..قمة في الأدب و الإحترام و قمة في الإتزان و كل ما يمكنك أن تصف به رجل راقي.




(2) أكثر ما أحزنني في الأزمة الأخيرة بين مصر و الجزائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق