الأحد، 27 مايو 2018

سنصير شعبا إن أردنا ، حين نعلم أننا لسنا ملائكة ، و أن الشر ليس من اختصاص الآخرين .


هذه المقولة التي صرح بها الشاعر الفلسطيني المرحوم " محمود درويش " أجدها تتوافق مع الحكمة من وجودنا فوق ظهر الأرض ، فحين قرأتها أول مرة تذكرت مباشرة قصة خلق الإنسان ، و أعتقد أن جميعنا يتذكر حين أخبر الله سبحانه و تعالى الملائكة بقصة خلق آدم حيث قال كثير من المفسرين بأن الله تعالى أخبرهم بتفاصيل حياة الناس على وجه الأرض من بداية خلق الدنيا إلى يوم القيامة .هل تتذكروا الجملة التي أجابوه بها:
قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ؟! قال إني أعلم ما لا تعلمون .
هذه الإجابة توحي بأنهم بعد ما سمعوا القصة كاملة ، الخلاصة التي علقت بأذهانهم أجملوها في قولهم: يفسد فيها و يسفك الدماء.

من هنا فالإنسان مهمى استقام وفق مقتضيات الشريعة فهو حينما يسعى لإصلاح المجتمع الذي يعيش فيه المفروض لا يدعي أنه ملاك و ان الشر مقتصر فقط على الأشخاص الذين يتوجه إليهم.لأن الآيات و الأحدايث تؤكد أن كل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون. و تأكد أن الإنسان المفروض لا يأمن مكر الله لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الظالمون بدليل أن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها و نفس القاعدة تنطبق على الذين يعملون بعمل أهل النار.

لذلك فلو ينطلق افراد المجتمع في إصلاحهم للعيوب المتفشية بينهم ، لو ينطلقوا من هذه القناعة أكيد أن كثير من الصدامات و المشاحنات سيتمكنوا من تجاوزها و سيعذر بعضهم بعضا في كثير من الأفكار و كثير من التجاوزات.و ستكون مدة الإصلاح أقصر مما لو يتعامل كل واحد منهم كما لو أنه ملاك منزل و كما لو ان أخيه الذي يختلف معه شيطان مريد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق