الأربعاء، 23 مايو 2018

بيان أول نوفمبر و مشروع الدولة الإسلامية في الجزائر.

منذ طفولتي و أنا أسمع عن تصريحات الإسلاميين بخصوص خيانة العهد فيما يتعلق بأهم المبادئ التي قامت عليها الثورة الجزائرية ،و هي مسألة إقامة دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية. هذه الحكاية لما كنت أطلع على بعض تفاصيل الحركة الوطنية قبل الثورة و حتى بعد اندلاعها ،كنت أجد نفسي أمام مجموعة من نقاط الإستفهام أجبرتني على وضع قوسين كبيرين على قناعتي بموقف الإسلاميين الذي ذكرته .

 النقطة الأولى تتعلق بالقادة السياسيين التاريخيين الذين انبثقت عنهم الأفكار الواردة في البيان والذين يرجع إليهم الفضل بعد الله سبحانه و تعالى في تفجير الثورة .هؤلاء القادة أغلبهم لم يكن يعرف عنهم إنتمائهم للتيار الإسلامي.فآيت أحمد لم يكن إسلاميا و نفس الشيئ بالنسبة لبن بلة و محمد بوضياف و ديدوش مراد و غيرهم…صحيح أنه كان يوجد من بينهم إسلاميون لكن في نفس الوقت كان يوجد في صفوفهم شيوعيون ملحدون أيضا و هذا ما يوحي بأن هؤلاء القادة كان لديهم إتفاق و لو ضمني على العمل مع بعض حسب ما يقتضيه التعايش من تقديم كل طرف لبعض التنازلات

النقطة الثانية تتعلق بنص البيان نفسه . فهو يدعو لإنشاء دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية، و هذه الصياغة لو نقدم على شرحها ستكون هناك أسئلة كثيرة مفروض على الإسلاميين الإجابة عليها.


النقطة الثالثة تتعلق بالدعم الخارجي الذي تلقته الثورة من بعض التنظيمات و بعض الدول .هذا الدعم أعتقد أن الجهات التي قدمته ما كانت لتفعل ذلك بالشكل الذي فعلته لو كان الأمر يتعلق بمشروع إنشاء دولة إسلامية كما يريدها الإسلاميون ،و هنا أشير بالخصوص لدعم الرئيس جمال عبد الناصر المعروف بموقفه من الإسلاميين .

النقطة الرابعة تتعلق بموقف كثير من المفكرين الإسلاميين من ابتعاد جمعية العلماء المسلمين عن العمل السياسي المباشر و أركز هنا على موقف مالك بن نبي رحمه الله فهو ينبه لهذه القضية في كثير من كتاباته و يقولها صراحة بأن الجمعية أخطأت في هذا الخيار.لهذا فلو نأتي لنفسر ما يترتب عن هذه الحقيقة سيكون لدينا كلام كثير نقوله في مسألة بيان نوفمبر و حقيقة المبادئ الإسامية التي وردت فيه .
أخيرا أحب أن أشير إلى أن هذه الملاحظات لم تصل لدي إلى حد يجعلني أخرج بقناعة راسخة في الموضوع و لكن يجب علي الإعتراف بأنها وضعتها ـ كما قلت ـ بين قوسين كبيرين يحتمان علي البحث في القضية من جديد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق